بقلم الشيخ السيد العباسي
احبتي الكرام إن اللسان من نعم الله سبحانه علينا ولطائف صنعه ؛ وهو رحب الميدان ؛ ليس له مردود ؛ ولامجال محدود.
فهو يتحرك في كل شيء ولأي شيء.
ولكن من روده أفلح ومن ترك له العنان خاب وخسر.
وكيف لا..
وهو ترجمان الإنسان وسفير مافي قلبه الي الناس
وهو المتحدث الرسمي عما يدور في القلب سواءً خيرا أو شرا.
ويكفينا قول ربنا سبحانه حتي نعلم أهميته (مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد..سورة ق)ولكن هناك أمر جلل خطير ومما عمت به البلوي في زماننا هذا…
يقول بعض الناس للآخر…
هو في النار…
او انت في النار ؛ او لن تدخل الجنة ؛ او لن يغفر الله لفلان..
ولاحول ولاقوة الا بالله.
وهذا قد ترك للسانه العنان فيما لايعنيه وسيكون سببا في هلاك نفسه.
وهو بذلك قد تألي علي الله سبحانه
ومعناه اي التألي علي الله
يكون حلف العبد لايفعل الله كذا.
كأن يقول..
والله لايغفر الله لفلان او لايرحمه.
ومن الناس من يحتجروا رحمة الله علي انفسهم ومن معهم ومن يحبهم ولايدعون لسواهم في رحمة الله وفضله
بل ويصل بهم الحال انهم يوصدون ابواب الجنة والتوبة في وجه الاوابين التوابين.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
وقد روي مسلم في صحيحه عن جندب أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
حدث ان رجلا قال ..والله لايغفر الله لفلان وأن الله تعالي قال من ذا الذي يتألي علي أن لااغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان واحبطت عملك..
وهل احبابي نمتلك بأيدينا مفاتيح الجنة أو النار والله نحن لاندري من منا في الجنة فنهنيه او من في النار فنعزيه.
لكن رحمة الله تعالي واسعة.
ولكن ربما كره انسان…انسان آخر لفعله أو لمصلحة شخصية ولأنه علي عداء معه ولانه لم يلبي له طلب أو في غير جماعته أو في غير حزبه أو أو..
ادخله النار بمنتهي السهولة والبساطة
ونسي ان الله تعالي ارسل الحبيب النبي وقال له (وماارسلناك الا رحمة للعالمين)
وقال (فبما رحمةٍ من الله لنتَ لهم ولو كنت فظا غليظ القول لانفضوا من حولك)
وعن ابي هريرة قال سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول.
كان رجلان في بني اسرائيل متواخين أحدهما بذنب والآخر مجتهد في العبادة ؛فكان لايزال المجتهد يري الآخر علي الذنب فيقول. أقصر ؛ فوجده يوما علي الذنب فقال له أقصر. فقال.. خلني وربي ابُعثت رقيبا ؟
فقال.. والله لايغفر الله لك
أو لايدخلك الله الجنة.
فقبض ارواحهما فاجتمعا عند رب العالمين.
فقال لهذا المجتهد كنت بي عالما أو كنت علي مافي يدي قادرا.. وقال للمذنب إذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر اذهبوا به الي النار.
قال ابو هريرة
والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة اوبقت دنياه وآخرته… صحيح الجامع 4455
فعلي المسلم ان يتوخي الحذر احبتي ويتورع عن اطلاق اللسان فيما لايعنيه أو يعرفه وقد قال الحبيب النبي..
(…وهل يكب الناس في النار علي وجوههم الا حصائد السنتهم ..رواه الترمذي)
وقال ايضا (إن العبد ليتكلم بالكلمة مايتبين فيها يزل بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب… متفق عليه.
يااخي المطلوب منك ان تعامل الناس بالمعروف لانك لو قلت لأي انسان حتي وإن كان عاصيا انت في النار او غيره.
ربما كان ينوي التوبه وبكلمتك هذه دخل العناد والكبر الي قلبه فكنت سببا في صده عن التوبه.
وإنما الناس في اشد الحاجة الي كلمة طيبة ودعاء طيب وابتسامة صادقة عسي بها يلين الله تعالي ويشرح لك الصدور وهو مانحتاج اليه في هذا الوقت.
هدانا الله وإياكم الي اجمل الأقوال والأفعال.
والله اعلم